ما هو تعريف التنمية المستدامة؟
ُتعتبر التنمية المستدامة من أبرز المفاهيم التي تكتسب أهمية متزايدة في
عالمنا اليوم، حيث تواجه البشرية تحديات عديدة مثل التغير المناخي، فقدان التنوع
البيولوجي، والفقر. تهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي،
العدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، مما يمكّن الأجيال الحالية تحقيق التركيز على
الاستخدام المستدام للموارد.
![]() |
التنمية المستدامة - ماهي التنمية المستدامة وما هو مفهوم الاستدامة. |
وتتكون عناصر التنمية المستدامة من الاقتصاد، وهو تعزيز النمو الاقتصادي
من خلال استثمارات مستدامة، وخلق فرص عمل. وحماية الموارد الطبيعية والبيئة من
خلال الاستخدام المستدام للموارد، وتقليل التلوث. و تعزيز العدالة الاجتماعية
والمساواة في الفرص، وتحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات
الأساسية.
ما الفرق بين التنمية المستدامة والاستدامة؟
رغم أن مصطلحي "التنمية المستدامة" و"الاستدامة" قد يستخدمان بشكل متبادل، إلا أن
هناك فروقًا بين التنمية المستدامة والاستدامة، وسوف نستعرض لكم اهم هذه
الفروقات التي قد تأثر بشكل، مباشر وغير مباشر على مفاهيم التنمية المستدامة و
الاستدامة :
- الاستدامة:
تشير الاستدامة إلى القدرة على الحفاظ على الموارد والبيئة للأجيال القادمة
دون الإضرار بها، وتركز على التوازن بين الأبعاد البيئية، الاقتصادية،
والاجتماعية. وهي مفهوم أوسع يمكن تطبيقه على مختلف المجالات، مثل الاستدامة البيئية،
الاقتصادية، والاجتماعية. وتهدف الى الحفاظ على الموارد والبيئة، وضمان استمرار الحياة بشكل صحي وآمن.
- التنمية المستدامة:
تشير التنمية المستدامة الى التنمية بهدف تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي مع
الحفاظ على البيئة. تركز على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال
القادمة. ويتعلق بشكل خاص بتطوير السياسات والممارسات التي تدعم التوازن بين النمو
والبيئة. وتهدف الى تحقيق تحسينات ملموسة في جودة الحياة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
بشكل عام، يمكن القول إن الإستدامة
هي الإطار العام الذي يركز على الحفاظ على الموارد بشكل خاص، بينما التنمية
المستدامة هي التطبيق العملي لهذه التنمية على ارض الواقع وهو المفهوم في سياق
النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية.
ما هي التنمية المستدامة في السعودية؟
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي تسعى جاهدة
لتحقيق التنمية المستدامة كجزء من رؤيتها 2030. وتركز هذه الرؤية على
تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تطوير قطاعات أخرى مثل
السياحة، التكنولوجيا، والصناعات التحويلية.
تقوم المملكة العربية السعودية بحماية البيئة وتنفيذ مشاريع للحفاظ على التنوع
البيولوجي وتقليل التلوث، وتقوم ايضاً بتطوير الطاقة المتجددة والاستثمار في
مشاريع الطاقة الشمسية والرياح كجزء من استراتيجية الطاقة. واما على الصعيد
الاجتماعي، فتقوم بتعليم وتدريب وتحسين جودة التعليم، وتوفير برامج تدريبية
لتأهيل الشباب لسوق العمل.
وبالإضافة الى ذلك تقوم المملكة العربية السعودية بالرعاية الصحية، وتعزيز
نظام الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الصحية الأساسية للجميع، اما على جانب
الاقتصاد الرقمي فتقوم بتحسين البنية التحتية الرقمية، وتعزيز استخدام
التكنولوجيا في جميع القطاعات وكل ذلك في سبيل
تحقيق الاستراتيجيات للتنمية المستدامة.
ما هي محاور رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق بالتنمية المستدامة؟
تسعى رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إلى
تحقيق التنمية المستدامة من خلال مجموعة من المحاور
الرئيسية، والتي تعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. إليك أهم المحاور:
- القضاء على الفقر: إنهاء الفقر بجميع أشكاله في كل مكان.
- القضاء على الجوع: القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة.
- الصحة الجيدة والرفاه: ضمان حياة صحية، وتعزيز الرفاه للجميع في جميع الأعمار.
- التعليم الجيد: ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
- المساواة بين الجنسين: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
- المياه النظيفة والنظافة الصحية: ضمان توفر المياه والنظافة الصحية للجميع وإدارتها بشكل مستدام.
- طاقة نظيفة وميسورة: ضمان الوصول إلى طاقة ميسورة وموثوقة ومستدامة وحديثة للجميع.
- عمل لائق ونمو اقتصادي: تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وتوفير العمل اللائق للجميع.
- الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية: بناء بنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع المستدام والابتكار.
- تقليل أوجه عدم المساواة: الحد من عدم المساواة داخل البلدان وبينها.
- مدن ومجتمعات مستدامة: جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.
- استهلاك وإنتاج مستدامان: ضمان أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة.
- العمل المناخي: اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره.
- الحياة تحت الماء: حماية المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها بشكل مستدام.
- الحياة على اليابسة: حماية النظم الحيوانية البرية وإدارتها بشكل مستدام، ومحاربة التصحر وفقدان التنوع البيولوجي.
- السلام والعدل والمؤسسات القوية: تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة، وتوفير الوصول إلى العدالة للجميع، وبناء مؤسسات فعالة.
- الشراكات لتحقيق الأهداف: تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.
ترتكز رؤية المملكة العربية السعودية على
تحقيق تنمية مستدامة تشمل جميع جوانب الحياة، مع التركيز على البيئة،
الاقتصاد، والمجتمع، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين ويضمن مستقبلًا
أفضل للأجيال القادمة. وتكون منارة للعالم في تطوير التنمية المستدامة
وتحسينها، مع رؤيةُ طموحةٍ وشعبٌ طموح.
ما دور المواطن في تحقيق التنمية المستدامة؟
تتطلب التنمية المستدامة جهودًا متكاملة من جميع فئات المجتمع، حيث لا يمكن
تحقيقها من خلال السياسات الحكومية فقط. بل إن
المواطن يلعب دورًا حيويًا ومؤثرًا في هذا السياق. فالمواطن ليس فقط
مستهلكًا، بل هو أيضًا شريك أساسي في عملية التنمية. إليك بعض الأدوار الرئيسية
التي يمكن أن يلعبها المواطنون:
- التوعية والتعليم: زيادة الوعي ونشر المعرفة حول قضايا التنمية المستدامة، وأهميتها من خلال المشاركة في النقاشات والمبادرات المجتمعية، والتعليم الذاتي والبحث عن المعلومات والموارد المتعلقة بالاستدامة، وتطبيقها في الحياة اليومية.
- المشاركة الفعالة: المشاركة في الأنشطة التطوعية، والانخراط في المشاريع البيئية والاجتماعية التي تدعم التنمية المستدامة. والتصويت والمشاركة السياسية، و دعم السياسات والمبادرات الحكومية، التي تعزز الاستدامة من خلال التصويت والمشاركة.
- الاستهلاك المسؤول: اختيار المنتجات المستدامة، وشراء المنتجات التي تحترم المعايير البيئية والاجتماعية، مثل المنتجات العضوية أو المعاد تدويرها. وتقليل الفاقد وتقليل استهلاك الموارد من خلال تقليل الفاقد والحد من استخدام البلاستيك.
- الممارسات البيئية: إعادة التدوير والمشاركة في برامج إعادة التدوير، والتخلص من النفايات بشكل مسؤول، والحفاظ على الماء والطاقة، واتخاذ خطوات لتقليل استهلاك الماء والطاقة في المنازل.
- دعم الاقتصاد المحلي: شراء المنتجات المحلية، ودعم الشركات المحلية والمزارعين لتعزيز الاقتصاد المحلي، وتقليل الأثر البيئي للنقل. مشاركة الأفكار والمشاريع، والمشاركة في تطوير أفكار ومشاريع جديدة تدعم الاستدامة في المجتمع.
- الابتكار والإبداع: تطوير حلول جديدة، والتفكير في طرق مبتكرة لحل المشاكل البيئية والاجتماعية في المجتمع. والاستثمار في التعليم والتكنولوجيا، ودعم التعليم والتطوير التكنولوجي لتوفير حلول مستدامة.
دور المواطن في تحقيق التنميه المستدامه هو أمر حيوي، حيث أن
المشاركة الفعالة والسلوكيات المستدامة تساهم في بناء مجتمع أكثر استدامة
ورفاهية. من خلال العمل معًا، يمكن للمواطنين أن يكونوا جزءًا من الحلول التي
تضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة. ويمكن للمواطنين إحداث تأثيرات إيجابية
على البيئة والاقتصاد والمجتمع.
الخاتمة:
تعتبر التنمية المستدامة ضرورة ملحة في عصرنا الحالي، حيث تواجه المجتمعات
تحديات متعددة مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وزيادة الفقر. إن تحقيق
هذه التنمية يتطلب تعاونًا عالميًا ومشاركة فعالة من جميع الأفراد، حيث إن دور
المواطن أساسي في تعزيز الاستدامة من خلال تغييرات بسيطة في السلوك والممارسات
اليومية.